محمد عبد الكريم الخطابي والثورة الجزائرية

الملخص

عدّ محمد عبد الكريم الخطابي أحد أبرز رموز المقاومة في العالم العربي والإسلامي خلال القرن العشرين، فقد قاد ثورة الريف في المغرب (1921–1926) ضد الاستعمار الإسباني والفرنسي، وأصبح رمزاً للنضال والتحرر الوطني في شمال إفريقيا.

بعد نفيه إلى مصر سنة 1947، واصل الخطابي نشاطه السياسي من خلال دعم حركات التحرر المغاربية، خصوصاً الثورة الجزائرية (1954–1962).، فقد أسّس في القاهرة لجنة تحرير المغرب العربي التي هدفت إلى توحيد جهود الحركات الوطنية في المغرب، الجزائر، وتونس ضد الاستعمار الفرنسي.

وقد قدّم الخطابي دعمًا سياسيًا ومعنويًا للثورة الجزائرية، ويُعتقد أنه ساهم في تيسير بعض الاتصالات التي ساعدت في توفير الدعم للمجاهدين، كما استخدم علاقاته الدولية للتعريف بالقضية الجزائرية في المحافل العربية والعالمية.

رأى الجزائريون في عبد الكريم الخطابي رمزاً للوحدة والنضال المغاربي، وقدّر قادة جبهة التحرير الوطني جهوده في ربط الثورة الجزائرية بحركة التحرر الشاملة في شمال إفريقيا.

وبذلك، مثّل الخطابي حلقة وصل أساسية بين الثورات المغاربية وساهم بفكره وتجربته في إلهام القادة الجزائريين على الاستمرار في مقاومة الاستعمار حتى تحقيق الاستقلال سنة 1962.