الأوضاع الاقتصادية في مدينة ودان من القرن الرابع إلى القرن السادس الهجري ( دراسة النشاط الزراعي والرعوي والحرفي والصناعي )

الملخص

يتناول هذا البحث الأوضاع الاقتصادية في مدينة ودان من القرن الرابع إلى القرن السادس الهجري، حيث تعد مدينة ودان مدينة تاريخية تقع وسط ليبيا في المنطقة الوسطى ( الجُفرَة )، حيث تتميز بتاريخها العريق في شتى المجالات، وكانت من أوائل المدن الليبية التي دخلها المسلمون في عهد معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه - ، وافتتحها القائد العربي عقبه بن نافع الفهري- رحمه الله.

  كان اعتماد الاقتصاد المدينة في بشكل أساسي على تسويق التمور والحبوب، واعتمدت على القوافل التجارية المتجهة إلى شمال أو جنوب الصحراء، فأصبحت نقطة التقاء هذه القوافل، ومنها  تطلق إلى الشمال وبلاد جنوب الصحراء، وبذلك أصبحت مركزاً تجاريا مهما في شمال أفريقيا تربط بين مدن المتوسط و أواسط افريقيا.

   مارس أهلها الزراعة خاصة إنتاج التمور والعنب والرمان والحبوب والتين، بالإضافة إلى بعض الحرف والصناعات التقليدية مثل صناعة الفخار والصناعات الحديدية ودبغ الجلود والصناعات الخشبية.

   واشتهرت مدينة ودان بتربية الابل؛ لأنها الأساس في حياة البدو، وبأعداد كبيرة إلى جانب الأغنام والماعز والخيول،  وزارها العديد من الرحالة العرب والأجانب وتحدثوا عنها في كتابتهم  ويوميتهم منهم اليعقوبي والبكري والحشائشي والإدريسي وجاك تيري والحسن الوزان وغيرهم كثير .

   تميزت ودان بتجاريتها النشطة التي أدت لإحياء أسواقها، وارتبطت بشبكة من طرق القوافل فأصبحت ملتقى لتجار الواحات الداخلية وتجار بلاد جنوب الصحراء وتجار مدن ساحل البحر المتوسط  ، وأسهمت في توفير كل البضائع و السلع والاحتياجات اليومية لسكان المدينة .

   تعددت اصناف التمور بمدينة ودان فهي انواع كثيرة مثل الخضراي والحمراي والبرني والتافسرت والأوريق. واهتم أهل المدينة بالنخل وقاموا بحفظه بعدة طرق سواء كان رطب أو جاف لفترات طويلة .

بهذه المميزات أعطى موقع ودان أهمية تجارية فعلها مركز تبادل تجاري نشط بين المناطق الشمالية وبلاد جنوب الصحراء وكانت تزود والقوافل باحتياجاتها من المؤمن والحراس والادلاء.