تأثيرات تغير المناخ على الهياكل الجيولوجية في المناطق الساحلية

الملخص

يشكّل تغيّر المناخ عاملًا حاسمًا في إعادة تشكيل المناطق الساحلية من خلال التأثير على الخصائص الجيومورفولوجية وزعزعة الاستقرار الجيولوجي. يستعرض هذا البحث ثلاثة مسارات مترابطة ــ التعرية الساحلية، تسرب مياه البحر، وتفاقم المخاطر الجيولوجية ــ موضحًا كيف يؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر وتزايد شدّة العواصف والضغوط البشرية إلى تسارع تراجع الشواطئ وفقدان التربة السطحية وتدهور النظم البيئية. كما يبيّن أن تملّح الخزانات الجوفية الساحلية يحد من توافر المياه العذبة ويؤدي إلى تدهور البنية الترابية وانخفاض الإنتاج الزراعي وتعريض البنى التحتية الحيوية لمخاطر الانهيارات والانزلاقات والسيولة الرملية وفشل الهياكل. وتوضح دراسات حالة من دلتا النيجر وباكستان وحوض البحر الأبيض المتوسط اتساع هذه التأثيرات وتفاوتها تبعًا للخصوصيات المحلية في التعرض والهشاشة. كما يتناول البحث استراتيجيات التدخل التي تشمل الحلول الهندسية التقليدية، وضبط المياه الجوفية، ورسم خرائط المخاطر بدعم نظم المعلومات الجغرافية، إلى جانب الحلول القائمة على الطبيعة مثل استعادة غابات المانغروف والأراضي الرطبة. وأخيرًا، يحدد الأولويات اللازمة للتكيّف والسياسات، مؤكدًا على أهمية الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية من خلال الدمج بين التخطيط المكاني والرصد القائم على السيناريوهات لبناء القدرة على الصمود في مواجهة التغيرات المناخية المستمرة.