حساسية النظم الإيكولوجية وتحديات التنمية المستدامة في مراعي ليبيا تحت تأثير دورات الجفاف والتغيرات المناخية: دراسة حالة من هضبة دفنة (شمال شرق ليبيا)

الملخص

الملخص
تُعد العناصر المناخية ظواهر ديناميكية ذات تأثير بالغ على البيئة والتنمية المستدامة، لا سيما في المناطق شبه القاحلة والقاحلة. يهدف هذا البحث إلى دراسة تأثير المناخ المحلي على خصائص الغطاء النباتي في هضبة دفنة (شمال شرق ليبيا)، وإمكانيات إعادة تأهيل المنطقة واستغلال المراعي فيها بصورة مستدامة. تُعد هذه الهضبة من المناطق الرعوية المهمة في ليبيا، ويغلب عليها مناخ قاحل (Aridity Index = 0.13)، ويزداد معدل القحولة كلما اتجهنا جنوبًا بعيدًا عن الساحل. يبلغ متوسط الهطول المطري السنوي في مدينة طبرق 184 ملم، وينخفض إلى 89 ملم في منطقة العدم الواقعة على بعد نحو 25 كم جنوب الساحل. ويتراوح المتوسط السنوي لدرجات الحرارة بين 19.1 و19.7 درجة مئوية. تنعكس الظروف المناخية القاحلة بوضوح على هشاشة النظم الإيكولوجية في المنطقة، حيث أظهرت النتائج ضعف الخصائص الطبيعية للغطاء النباتي، إذ بلغ متوسط التغطية النباتية 17.4%، بينما بلغت المسافة المتوسطة للمناطق الجرداء بين النباتات 1.5 متر، وانخفاض متوسط التنوع النباتي (Species Richness = 3). يسود في المنطقة نباتات جفافية متقزمة وضعيفة الاستساغة الرعوية، مثل: الرمث (Haloxylon scoparium)، المثنان (Thymelaea hirsuta)، القزاح (Deverra tortuosa)، والشفشاف (Suaeda vermiculata). ويُتوقَّع أن تزداد حدة القحولة (Aridity) في ظل التغيرات المناخية الراهنة، التي تتجلى في ارتفاع درجات الحرارة، وتراجع كمية الأمطار وتذبذبها، وطول فترات الجفاف. ومع تزايد حدة الأنشطة البشرية غير المستدامة، تتعاظم التحديات التي تواجه أي مساعٍ لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة، وهي تحديات قد تنطبق على مناطق المراعي الطبيعية في ليبيا عمومًا. وهذا يستدعي تدخلاً بشريًا فعّالًا للحد من التدهور البيئي ومحاولة إعادة تأهيل النظم الإيكولوجية المحلية، في ظل المعطيات الحالية والتوقعات المستقبلية للتغير المناخي.